0
0
تحاتـي . .
أذكر مرّة عندما كنت مسافراً لإحدى البلدان العربية
ذلك الشخص الذي من النظرة الأولى له ستجعلك تعتقد بإن هذا الرجل نالَ من الحياة مُرّها وقساوتها !
ولاتنفكّ الثواني أو لنكن منصفين قليلاً الدقائق ، حتى تراه يقوم بالضحك مع من معه في الجانب الأخر .
وهذا هو سرّ نجاح الشحاذة بالمُجمل .
.
شوارعنا هذه الأيام تزخر بمن هم على نفس الشاكلة
بل وأصبحت وظيفة للبعض حيث الدوام يبدأ من الصبح مثلا إلى وقت الظهيرة أو العصر ،
حسب التعب المصاحب والمكسب الحاصل .
لن نُعمّم فكما الشر هنا فالخير أيضاً هناك ،
ولاننسى بإن الصدقة تدفع بلاء وهذا شيء مأخوذ بالحسبان بالطبع ،
ولكن يجب الحذر من هؤلاء والتعامل بحرصٍ وانتباهٍ شديدين .
فمن لايجد قوت يومه قادراً لصنع المستحيل لنيل ذلك ،
ولنا في هذا الباب حوادث كثيرة والمؤسف أنها أليمة .
كما أن الشحّاذ الذي يمارس هذه " الصنعة "
أصبحت جزءٌ من طبعه المُعتاد ،
حيث قرأت قصة في احدى صفحات الأنترنت ،
يقول الكاتب : أن أحد الشحاذين كان لديه ثلاثة أبناء أحدهم مهندس - والآخر تاجر - والثالث موظف حكومي بمنصب مُحترم .
حيث كان والدهم يتسلل خلسة من المنزل في كل صباح
يحجز له مقعداً في مكان مُناسب ليمارس ماتطبع عليه ،
وعندما رآوه الناس على هذه الحال أخبروا أبناءه !
فأجبروه على البقاء في المنزل وقاموا بتوفير كل سُبل الراحة له ،
إلا إنه أصرّ وكررّ نفس الحادثة .
فما كان من الأبناء إلا إن يقيدوا والدهم في حجرته إلى أن جاءته المنية .
لذا وبين المهنة والفن هناك عامل يربطهما " الجريمة "
فليس كل من قال " لله يامحسنين " مُحتاج .
هذا ما ولج فكري لأسُقط عليه قليلاً من الضوء
أطيب التحايا .. والله المُستعان على كل حال .