حديثٍ له مع بعض الضيوف القادمين لعيادته في مرض موته، فاجأ الشيخ أحمد ضيوفه بقوله:
( سنغزو أمريكا !! ).
ابتسم الضيوف ابتسامة لها معناها... أو لنقل: لها معانيها.
قد تكون ابتسامة مجاملة لرجلٍ طاعنٍ في السن، يهدد أكبر قوة في العالم وهو مريض جالساً على سريره.
وقد تكون ابتسامة استغراب ودهشة من رجل يحلم بغزو أمريكا التي قهرت العالم
واستبدت به وبحكوماته على اختلاف مستويات القوة فيها.
وقد تكون ابتسامة إعجاب برجل بلغ هذا العمر وما زالت لديه الهمة على التفكير
بمثل هذا الغزو لمثل هذا البلد القوي، رغم أنه لا يملك من سلاح الدنيا حتى الحطام.
من لا يعرف الشيخ يحق له أن يجهل أنه يملك السلاح اللازم والكافي لمثل هذا الغزو.
أما من يعرفه حق المعرفة، فلا يسعه إلا أن يهز رأسه موافقة له ويقول معه: نعم
يا سيدي ... سنغزو أمريكا، ونحن لها الندُّ القوي والمقارع القادر على كسب
الجولة الأخيرة، ولو تعثرت بنا بعض جولات البداية .
ولكن، كيف؟ وما السلاح الذي يملكه هذا الشيخ أحمد ليبدأ به مثل هذا الغزو الساحر؟ هل
لديه حاملات طائرات؟ هل لديه قنابل ذرية؟ غواصات بحرية؟ صواريخ نووية؟ أم
بماذا سيغزوها إن لم يكن لديه شيء من ذلك؟.
ويجيب الشيخ أحمد بثقة ويقين:
سنغزوها بالدعاة إلى الله!!
إن كان لدى أمريكا صواريخ نووية، فإن لدينا صواريخ نبوية !!لكن الفرق بين صواريخنا وصواريخها، أنَّ صواريخها تحمل الموت والرعب والدمار،
وصواريخنا تحمل الحب والأمن والسلام.
أمريكا تدمر الأقوياء، وتحيل قوتهم ضعفاً، وانتصاراتهم هزائم، وتجعلهم يركعون
أمام جبروتها صاغرين.
ونحن بإيماننا وإسلامنا نحيي القلوب الميتة، ونجعل من الضعفاء أعزة أقوياء،
ومن المهزومين سادة منتصرين، ونعلي جباه الراكعين الساجدين، لتواجه هذه
الجباه الشمس في علاها، وتستمد الضوء من أنوارها وسناها.
لقد سمع الناس الشيخ أحمد مراراً وتكراراً يقول:
أعطوني مائة داع إلى الله أفتح بهم الدنيا إن شاء الله.
أعطوني قناة فضائية .. أعطيكم جيلاً مؤمناً قادراً على نشر كنوز الإسلام في أرجاء المعمورة.
ولم يكن في كلام الشيخ أية مبالغة، فإن الذي استطاع غزو اليابان قادر على غزو أمريكا وغير أمريكا.
وسيسأل سائل :من الذي غزا اليابان؟
أبشرك يا أخي المسلم بنور أشرق في اليابان، وهو نفس النور الذي أشرق في مكة المكرمة،وذاك حين أسلمت طائفة الأموتو في اليابان وصلُّوا مع إخوانهم المسلمين، وصاموا رمضان معهم، وقصدوا بيت الله الحرام معتمرين. هؤلاء اليابانيون، هم طلائع الفتح الإسلامي في اليابان، وهم بذرة خير ستؤتي أكلها بإذن الله ثمراً طيباً مباركاً . هذه بشارات النصر القادم، ولينصرن الله من ينصره.
كيف غزا المسلمون ماليزيا وإندونيسيا؟ هل وصلت جيوشهم إلى هناك؟
لا، التاريخ يؤكد أن هذه البلاد فتحت قلبها للإسلام على يد التجار المسلمين،
الذين كانوا (بحسن تعاملهم ورفعة أخلاقهم وصدق فعالهم) خير سفراء للإسلام،
وكانت النتائج التي أسفرت عنها جهودهم في الدعوة إلى الله بالقدوة الحسنة
والسلوك الحسن والحكمة والموعظة الحسنة، أجدى من النتائج التي شاركت فيها
قعقعة السيوف ودماء الألوف.
وسيعيد التاريخ نفسه، وسيغزو الشيخ أحمد وكل الدعاة بلاد العالم بنفس الطريقة، وسينحني
العالم إجلالاً لهذه الروح الدؤوبة الباهرة، وسيتحقق ما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم:
(( زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ))
هل يملك المرء إلا أن يقول: صدق رسول الله؟!.
الصواريخ النبوية اليوم صواريخ تعبر القارات، وتركب موجة العولمة، وتقوم بالغزو المضاد،
الشيخ أحمد يراهن على تفوق الدعوة الإسلامية، وعلى تفوق الفكر الإسلامي،
وعلى تفوق الأخلاق الإسلامية، وعلى قدراتها على اكتساح الظلم والفوضى
والانهيار الأخلاقي العالمي الذي أصبح سمة هذا العصر الغاشم.
وعندما يسمع المرء من الشيخ أحمد حديثاً كهذا، تقفز إلى ذهنه كلمات النبي
صلى الله عليه وسلم عندما كان يحفر الخندق مع أصحابه، إذ ضرب ضربة فبشر
أصحابه بفتح فارس ومدائن كسرى، وضرب ضربة أخرى فبشر أصحابه بفتح الشام وقصور
هرقل، وضرب الثالثة فبشر أصحابه بفتح صنعاء واليمن، في الوقت الذي لم يكن فيه
واحد من الصحابة الكرام يجرؤ أن يذهب للتبول وحيداً على بعد عشرة أمتار من
قومه، فكيف ستفتح لهم بلاد فارس وبلاد الروم، وهما أقوى إمبراطوريتين في
العالم آنذاك؟!.
ليسأل المرء نفسه: كيف سارت الأمور كما بشر بها الداعي الأول، محمد صلى الله
عليه وسلم؟
هل فتحت للعرب بلاد فارس ومدائن كسرى؟ أجل والله، فتحت لهم.
وهل فتحت لهم بلاد الشام وقصور هرقل وصنعاء اليمن؟ أجل والله، فتحت كذلك.
وستفتح لهم أمريكا، وغير أمريكا، وما ذلك على الله بعزيز.
ثم يتساءل القارئ من هو الشيخ أحمد ؟!
هو كل مسلم يؤمن بالله العزيز القدير المقتدر، يتوكل عليه ويطلب بمرضاته عز وجل نصره وعزته !.